من هو محمد فارس ؟رائد فضاء سوري واين سيدفن في سوريا 19

من هو محمد فارس ؟رائد فضاء سوري واين سيدفن في سوريا 19

 

محمد فارس: رائد فضاء سوري حلق عالياً وسقط قسراً

412


نشأةٌ سورية وطموحاتٌ فضائية:

ولد محمد أحمد فارس في مدينة حلب السورية عام 1951، ونشأ في كنف عائلةٍ كريمة. منذ صغره، حلم فارس بِعبور حدود المألوف واستكشاف آفاقٍ جديدة، فانجذب إلى عالم الطيران، وسعى جاهداً لتحقيق حلمه.

مسيرةٌ عسكريةٌ مميزة:

التحق فارس بالكلية العسكرية الجوية السورية عام 1969، وتخرج منها عام 1973 ليصبح طياراً مقاتلاً على طائرة "ميغ 21". برز فارس بمهاراته الاستثنائية وكفاءته العالية، فتمّ تعيينه مدرباً للطيران، ونال العديد من الأوسمة والنياشين تقديراً لخدماته.

رحلةٌ تاريخيةٌ إلى الفضاء:

عام 1987، حفر فارس اسمه بأحرفٍ من ذهب في سجلّ التاريخ، عندما تمّ اختياره ليكون أول رائد فضاء سوري، وثاني عربي بعد الأمير السعودي سلطان بن سلمان، ليشارك في رحلةٍ فضائيةٍ تاريخيةٍ على متن مركبة الفضاء السوفيتية "سويوز تي إم-2".

انطلق فارس في رحلته الفضائية في 22 يوليو 1987، برفقة رائدي فضاء سوفيتيين، قضاها في إجراء أبحاث علميةٍ وتجاربَ فيزيائيةٍ وفلكيةٍ على متن محطة الفضاء السوفيتية "مير".

عالمٌ من التجارب والاكتشافات:

خلال رحلته التي استغرقت 7 أيامٍ و21 ساعةٍ و52 دقيقة، أمضى فارس 12 ساعةً و56 دقيقةً خارج المركبة الفضائية في مهمتين اثنتين للسير في الفضاء، ليصبح أول عربيّ يقوم بذلك.

خلال هذه المهمات، أجرى فارس العديد من التجارب العلمية، وشاهد الأرض من منظورٍ فريدٍ لا مثيل له، واكتسب خبرةً لا تقدر بثمنٍ حول رحلات الفضاء واستكشاف الكون.

عودةٌ إلى الوطن ومسيرةٌ جديدة:

عاد فارس إلى سوريا بطلاً قومياً، حاملاً معه إلهاماً لأجيالٍ قادمة. واصل فارس مسيرته المهنية كطيارٍ عسكريّ، وتقلّد مناصبَ إداريةً عليا في سلاح الطيران السوري.

مواقفُ مشرّفةٌ وانحيازٌ للثورة:

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، انحاز فارس إلى صفوف الثوار، مدافعاً عن حرية شعبه وكرامته. عبّر فارس عن رفضه للنظام القمعي، ونال احترام وتقدير الشعب السوري لمواقفه البطولية.

رحيلٌ هادئٌ وذكرى خالدة:

غادر فارس الحياة في 19 أبريل 2024، تاركاً وراءه إرثاً حافلاً بالإنجازات والتضحيات. سيظلّ فارس رمزاً للإرادة والعزيمة، ومثالاً يُحتذى به للأجيال القادمة، حاملاً لقب "أرمسترونغ العرب" بكل فخرٍ واعتزاز.

خاتمة:

لم يكن محمد فارس مجرد رائد فضاءٍ سوريّ، بل كان رمزاً للتحدّي والإنجاز، ونموذجاً يُحتذى به للأجيال القادمة. ستظلّ رحلته الفضائية وإسهاماته في مجالاتٍ مختلفةٍ مصدر إلهامٍ للأجيال، وستبقى ذكراه خالدةً في قلوب السوريين والعرب على حدٍ سواء.

هام: قررت عائلة الفقيد محمد فارس دفن جثمانه في الأراضي السورية في بيان جديد منذ قليل، وسيتم تشييع جثمانه يوم غد الاثنين في مدينة أعزاز، وستقام عليه صلاة الغائب في مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول بعد صلاة العصر.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-